Page 73 - web
P. 73
موضوع العدد مقالات
وآراء
مجرمو الإنترنت الخفي يبيعون المخدرات عبر
تطبيقوارتسوشامئعغرةا وفيكتويمفبييوهتارراستائملسيسر ّيطرةعليها أنتوني كاثبرتسون
في الأماكن العامة ،تظهر رسوم الغرافيتي وعبارات مسبوقة بـ «هاشتاغ» تهدف إلى تعريف 72
النـاس على مر ّوجـي المخـدرات وحسـاباتهم الرقم ّيـة على تطبيقـات شـائعة ومشـ ّفرة مثـل
تطبيـق «تل ـغرام»
بـدأ مروجـو المخـدرات الذيـن يسـتخدمون شـبكة «الإنترنـت الم ُظ ِلـم» (تسـ ّمى أحيانـاً «الإنترنـت
الخف ّيـة») ،في اسـتخدام تطبيقـات المحادثـة المعروفـة مـن أجـل بيـع سـلعهم ،وغالبـاً عرب
اسـتعمال رسـوم الغرافيتـي المنت ـشرة على جـدران الشـوارع ،كي يلفتـوا انتبـاه زبائنهـم إلى
حسـاباتهم الإلكترون ّيـة في تلـك التطبيقـات ،وكذلـك يسـتخدمون ولتحقيـق الغايـة عينهـا،
كومبيو ـترات سـبق لهـم السـيطرة عليهـا (غالبـاً مـن دون معرفـة أصحابهـا) ،وتسـ ّمى «بوتـس»
،Botsللتواصـل مـع أولئـك الزبائـن.
ويـأتي هـذا الت ـح ّول في طريقـة الترويـج بعـد حملـة اسـتهدفت الاتجـار غير المشـروع عرب مواقـع
الإنترنـت ،وبالترافـق أيضـاً مـع ظهـور خاصيـة التشـفير في تطبيقـات للتواصـل الرقمـي تتيـح لهـم
إخ ـفاء بياناتهـم الشـخصية والإب ـقاء على هويتهـم مجهولـة.
هذا السلوك المتنامي في استخدام تلك التطبيقات الجديدة من قبل المجرمين،لاحظه الخبراء
المتخصصـون في مكافحـة الجريمـة الإلكترونيـة ،وقـد أشـاروا إلى اسـتعمال تلـك العصابـات
تكتيـكات مبت ـكرة تسـاعدهم في الإفالت مـن أج ـهزة ال ـشرطة.
وفي حديث إلى «الإندبندنت» ،شرح باحث في شبكة الإنترنت الخف ّية ،فضل عدم الكشف عن
هويتـه وب ّني أنـه تغلغـل في قنـوات اتصـال لتطبيـق التراسـل «تل ـغرام» ،الشـائعة ،كيـف يمكـن
اسـتعمال كومبيو ـترات ُم َسـ ْي َطر عليهـا (= «بوتـس») في الاتصـال بني المروجني وزبائنهـم ،وهـي
طريقـة مريحـة وتتيـح الت ـه ّرب مـن العقوبـة.
ونشـر الباحـث نفسـه عـدداً مـن الصـور ُتظ ِهـر أسـماء تلـك القنـوات وقـد ُر ِسـ َمت بطريقـة ا ـلرش
على الجـدران ،بال ـقرب مـن محطـات النقـل الرئيسـية والأماكـن العامـة الأخـرى .وكان الهـدف
مـن ذلـك نشـر إعلانـات عـن تلـك القنـوات التـي توصـل إلى مر ّوجـي المخـدرات ،كي يراهـا زبائـن
جـدد محتملني.
ومـن بني أكرب الت ـح ّولات في طريقـة عمـل مروجـي المخـدرات ،هـو اسـتعمال أسـلوب «الأماكـن
الميتـة» Dead Dropsلتوزيـع منتجاتهـم .ومثالً ،قـد يسـتخدم صنـدوق بريـد ه ـجره أصحابـه
«مكانـاً ميتـاً» تلقـى فيـه مـواد ممنوعـة ،كي يلتقطهـا الزبـون ،مـن دون إثـارة شـبهات ـحول تلـك
العمليـة .وتسـاعد هـذه الطريقـة في تجنـب المخاطـر المترتبـة على الل ـقاء وج ًهـا لوجـه ،إضافـة إلى
تج ّنـب خطـر تتبـع ال ـشرطة تلـك المنتجـات إذا أرسـلت بالبريـد.
وبـدلاً مـن ذلـك ،يخفـي مروجـو المخـدرات المـواد المخـدرة في أماكـن عامـة مثـل المتنزهـات .وقبـل
ذلك ،يتلقى الزبون رسالة تخبره بمكان وجود المخدرات ،بعد التأكد من إتمام عملية الشراء.
وتسـ ّهل العمالت المشـفرة ،وهـي شـبه مغفلـة الهو ّيـة ،مثـل «بيتكـون» ،إتمـام تلـك العمليـات.
واكتشفت المجموعات التي تعمل بطريقة «الأماكن الميتة» ،في أوكرانيا أولاً،و ُل ّق َبت بـ«عصابات
الأمكنة» .لو ِح َظت أيضا في روسيا ودول البلقان ومعظم أوروبا الوسطى والغربية.